الخميس، 17 ديسمبر 2009

كيف نحقق السعاده في ذوآتنا ؟
مر إبراهيم بن أدهم ( رحمه آلله ) على رجلٍ حزينِ مهموم .. !!
فقال له: إني سأسألك عن ثلاثة .. فأجبني !!
فقال الرجل الحزين: نعم !!
قال إبراهيم: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟
فقال الرجل: لا !!
قال إبراهيم: أفينقص من رزقك شيء قَدَّره الله ؟
فقال الرجل: لا !!
قال: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟
فقال الرجل: لا !!
قال إبراهيم: فَعَلام الُحزنُ والهمُّ إذن !!

أسباب السعادة:
1- أعظم أسباب السعادة وأصلها وأساسها .. هو الإيمان بالله والعمل الصالح ..
قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
2- الاشتغال بعمل من الأعمال .. أو علم من العلوم النافعة .. فإنها تلهي القلب عن انشغاله بذلك الأمر الذي يقلقُه ..
و ربما نسيت بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت لك الهم والغم ففرحت نفسكَ وازداد نشاطها .
3- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف .. وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها ..
ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب .. ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه ..فيهوِّن الله عليه بذل المعروف .. لما يرجوه من الخير ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه ..
قال تعالى: {‏لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏
4- اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم ، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ..
وعن الحزن على الوقت الماضي فقد استعاذ النبي من الهم والحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها أو استدراكها ..
فيكون العبد ابن يومه يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال
ويتسلى به العبد عن همه .. قال الرسول صلى عليه وسلم: .(..احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم.
5- استعمال ما أرشد إليه النبي في الحديث الصحيح .. حيث قال: "انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تَزْدروا نعمة الله عليكم" متفق عليه.
6- ومن أنفع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل على العبد من النكبات ..
أن يسعى في تخفيفها بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر , ويوطن على ذلك نفسه .
7- العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جداً .. فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار ..فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة فيشحّ بحياته أن يذهب كثير منها ًنهبا للهموم والأكدار .
8- أعد تشكيل الأحداث .. وأنظر إليها من زوايا أخرى .. وجوانب متعددة ، لترى أن فيها كثيراً من الإيجابيات ..
والمنافع الخفية .. التي قد نسيتها أو تجاهلتها في زحمة آلام المشكلة .. ووطأة المعاناة .
9- لديك إيجابيات وحسنات ، قد لا تكون بالضرورة حسية أو مادية ، ولكنها نفسية وإيمانية ..
فلو استطعت (بينك وبين نفسك) أن تكتب بياناً بها ، من باب إظهار نعمة الله عليك ..
لرأيت أنها أكثر مما تراه من سلبيات ! فأعمل على تطويرها وتنميتها .. لتسير حياتك في الطريق الصحيح وتكسب فيها سعادتك .
10- تقبل نفسك بلا شروط .. هي لا تريد منك إلا أن تقبل بها وتثق بقدرتها .. وترضى عنها ..
وتغير صورتك الخاطئة عن قدراتها .. وستجد منها كل تفاعل وتجاوب ..
ترى البعض يضيق بنفسه .. شاعراً بالقلق والتوتر متسائلاً :
لماذا أنا بهذا اللون من البشره ؟! أو لماذا أنفي بهذا الشكل ؟
أو لماذا أنا بهذه النفس المهمومة ؟! أو لماذا أنا بهذا الوضع العائلي المتصارع ؟!
السبب البدهي .. لأنك أيها الإنسان لم تكن في يوم من الأيام سببا ًمباشرا ًفيما صرت إليه ..
إما لأن هذا خلق الله وليس لك فيه تصريف !!
أو أن هناك ظروفا ًوأشخاصا ً، قد اشتركوا في صياغة سلوكك وتفكيرك بشكل معين .. فصارت بشيء من السلبية والتصور الخاطئ ..
أنت معذور على ما كان في الماضي وما عليك إلا أن ترضي بما قسم الله لك،
ولا تجلد نفسك بغير عائد متوقع على الاطلاق ،
أما الآن .. وقد بلغت من العقل قدرا ًوالعمر نصيبا ً.فأمر نفسك بيدك !
وصلاح أحوالك متعلق بذاتك ، فاتخذ الأسلوب السليم لعلاج ما تراه ينقصك في حياتك .
11- وسّع مجالات سرورك فأبواب السعادة ، ومنابع السرور في حياتك كثيرة ..
هذه عدة نماذج ستحقق لنا مجالات رحبة من السعادة ومنها:
الجلوس مع الوالد أو الوالدة _ الاتصال الهاتفي بصديق قديم
السير على الأقدام للترفيه أو للرياضة
_ مفاجئة من تحب بهدية
الذهاب للبر _ السباحة في البحر .
12- الاعتذار راحة ومحبه .. فالإنسان خلق بشري وليس ملائكياً .. يقع منه الخطأ والهفوة ..وخُلة الاعتذار لا يستفيد منها المعتذر إليه فحسب !!
بل إن المعتذر نفسه يستفيد بالدرجة الأولى في هذا الجانب كشعور بالراحة النفسية
وذهاب وخز الضمير الذي ينتابه .. فإنصاف الآخرين من الشجاعة المحمودة ..
وعلامة النبل الأخلاقي .. ورفعة النفس .
13- انظر إلى العالم وكأنه عائلتك .. تذكر أن التشابه بيننا يفوق الاختلاف ..
دع المحبة .. تشع منك وتضئ في كل مكان ..
14- طبق (( برهة تأمل في وقت الراحة )) سبع مرات في اليوم .. لمدة أسبوع ولاحظ النتيجة ..
15- تناول الغذاء الصحيح .. فإن جزء من أسباب عدم سعادتنا يعود إلى تقصير كبير في تغذية أجسامنا بالعناصر المهمة التي نحتاج إليها ..
المراجع :
(1) الوسائل المفيده للحياة السعيدة .. الشيخ عبدالرحمن السعدي
(2) أجعل حياتك سعيدة .. عبد الله عبد العزيز العيدان
(3) السعادة من دون عناء .. مارسي شيموف , مع كارول كلاين»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق