الخميس، 1 أبريل 2010

الرياضيات حياة

الرياضيات حياة (الحلقة الثالثة)







لا أعتقد أن أحداً منا قد يظن بأن المحاورة بين الفريقين قد إنتهت، ولكن يا ترى هل تمكن الفريق الأول من إقناع الفريق الثاني وحسم المعركة لصالحة؟ أم بالعكس حسمت النتيجة لصالح الفريق الثاني، أم ماذا حصل بالضبط؟ لكي نتعرف على ما جرى، لنتابع معاً مجريات ما تم أثناء المحاورة:






الفريق الأول مخاطباً الفريق الثاني: طلبتم منا بالحلقة الماضية أن نقوم بتقديم تطبيقات حيوية من فروع الرياضيات المختلفة، ولكن ِلما لهذا الموضوع من أهمية بالغة فقد عرضناه على فئة أخرى محايدة ذات إهتمام بعلم الرياضيات، وودنا أن ننقل لكم أرائهم التي زودونا بها كما وردت والتي قد تكون دليلاً قاطعاً على خطأ وجهة نظركم وتكون حاسمة لانهاء هذه المحاورة لصالحنا، ويسعدنا أن نسمع ردودكم على كل نقطة نثيرها.






الرأي الأول: سبحان الله حتى في الأذكار اليومية بعد الصلاة نستخدم الأعداد...سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين والله أكبر ثلاثاً وثلاثين وتمام المئة لا إله إلا الله... وغيرها من الأذكار والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف...كلها حساب.






الفريق الثاني: نعتقد بأن الرأي الأول ما هو إلا تأكيد على صحة وجهة نظرنا أن ما نحتاجه في الحياة اليومية ما هي إلا عمليات حسابية بسيطة، من ِمنا لا يستطيع العد لمئة أو حتى لألف، ولكن هل هذا مبرراً كافياً لأن يكون الإنسان ملماً بعلم الرياضيات. نحن لم نتختلف معكم بأنه فقط نحتاج العمليات الحسابية البسيطة لاستخدامها بالحياة العملية.






الفريق الأول: يعني يمكننا أن نستنتج من ردكم بأن علم الحساب وهو أحد فروع الرياضيات هو علم هام ومفيد ونستخدمه في مختلف مناحي الحياة اليومية.






الفريق الثاني: نحن نوافقكم الرأي إذا كنتم تقصدون بهذا العلم هو العلم الذي يهتم فقط بالعمليات الحسابية البسيطة من جمع وطرح وضرب وقسمة، وهذا يعيدنا لما ذكرناه في الحلقة الماضية وهي ما حاجة الناس لتعلم الرياضيات ولما هذه الهالة الكبرى التي تعطى لعلم الرياضيات؟.






الفريق الأول: إننا نرى بأنه لا داعي لان نجادلكم الأن بهذه النقطة، حيث نرى أن عرض ما ورد لنا من أراء على هذا الموضوع قد يكون مفيداً أكثر في هذه المرحلة.






الرأي الثاني: ولكننا للأسف نحن الرياضيون نفتقر القدرة عن الإجابة عن أهمية الرياضيات إذا سؤلنا عن ذلك، وربما يعود السبب بأننا ندرس الرياضيات من ناحية تجريدية.






الفريق الثاني: ما هذا الإعتراف الخطير، وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على خلو الرياضيات من تطبيقات تقنع دارسيها بهذا العلم، فإذا انتم الرياضيون عاجزين –على حد قول الرأي الثاني- عن تبيان أهمية الرياضيات، فكيف تطلبون منا نحن الإقتناع بهذا العلم؟.






الفريق الاول: نحن وددنا نقل ما قيل بالضبط عن هذا الموضوع، وإن كان بإمكاننا تجاهل وجهة هذه النظر، ولكننا سنكون قادرين على إقناعكم وإقناع صاحب الرأي الثاني بأهمية الرياضيات لقناعتنا بعظمة علم الرياضيات، بالطبع نحن لسنا مع ما قاله صاحب الرأي الثاني بهذا الخصوص، ولكن نرى أن ننتقل الآن للرأي الثالث الذي وصلنا.






الرأي الثالث: بالطبع لا نستطيع حصر تطبيقات الرياضيات في حياتنا، فلولا الرياضيات ما وجدت علوم الحاسوب، الهندسة، الفيزياء، الكيمياء وحتى التطور الكبير في الطب.






الفريق الثاني: هذا كلام نظري وغير عملي، وهذا ما تتغنون به وتحاولون أن تقنعون أنفسكم به، ولكن لو كان هذا حقيقي!!! فِلما لا تبرزوا لنا كيفية إرتباط هذه العلوم بعلم الرياضيات، يعني بأسلوب آخر لا نود أن نسمع من ناحية نظرية أن هناك إرتباط بين علم الحاسوب وعلم الرياضيات، ولكننا نود أن نسمع منكم (إن كنتم قادرين على ذلك) أموراً مثل نستخدم الرياضيات في علم الحاسب من خلال التطبيقات التالية......






إنني لا أحسد الفريق الأول على وضعهم الذي هم به، فهم في وضع محرج وفي مأزق كبير فطريقة الاقناع ليست بتلك الطريق المملوءة بالورد والزهور. ونطرح الأن للقراء السؤال التالي: ماذا على الفريق الأول أن يفعل الآن بعدما فشل حتى هذه اللحظة في إقناع الفريق الثاني؟






إنني محايد حتى هذه اللحظة، مع رؤويتي بأن الكفة ترجح لغاية الآن لصالح الفريق الثاني من خلال المحاورة التي تجري، ولكنني أرى أنه من حقي أن أعبر عن وجهة نظري: إنني على يقين وعلى ثقة تامة بأن الفريق الأول هم أصحاب الحجة الأقوى وأنهم سينتصرون في النهاية، ولكن اليس واجباً علينا جميعاً ممن هو مقتنع بوجهة نظر الفريق الأول أن نقف صفاً واحداً معهم لانهاء هذه المعركة لصالحهم. لذا ماذا يجب علينا أن نفعل؟؟؟






إنني أرى.....






عذراً إنتهت الحلقة الثالثة






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق